❏❐❏
سئل شيخنا حفظه الله عما تحدثت به وزيرة الخارجية السويدية أمام برلمان بلادها حديثا طويلا، هاجمت فيه المملكة العربية السعودية هجوما شرسا في عبارة لاذعة جاء فيه عن حكم الجلد الصادر في حق بعض الناس بأنه أسلوب همجي وحكم من عهد “القرون الوسطى“.
وقالت: أن جلد إنسان بسبب كلمة كتبها فعل همجي لا يمارسه سوى رعاع همج لا يعرفون أي شيء عن الإنسانية.
وقالت في الحكم الجلد الصادر في حق بعض الناس: أنها محاولة قاسية لإسكات الأشكال الحديثة للتعبير ولابد من وقفها.
فما تعليقكم على ذلك؟
فقال:
الجواب: الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه:
أما بعد، فإن هذه الهجمات الشرسة من تلك الوزيرة تتضمن شيئين:
أحدهما: سياسي، والآخر: شرعي.
فالأول: ليس من شأني ولا شأن أمثالي من عوام المسلمين رعايا المملكة العربية السعودية -حرسها الله- الحديث فيه، فهو إلى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وسدده في أقواله وأعماله، ومن ينيبه للحديث فيه.
وأما الأخر: وهو الشرعي فأنا أتحدث فيه إن شاء الله بما أدين الله به فيه:
فأقول وبالله التوفيق:
أولا: ليس مستغرباً ما هاجمت به تلك الوزيرة السويدية أمام برلمان بلادها على المملكة العربية السعودية ووصفت به دولة التوحيد والسنة زادها الله عزاً وقوة وتمكينا بما وصفتها به من الكذب والافتراء والتطاول، فهي مستنَّة بمن مضى قبلها من حسدة كفار أهل الكتاب وحقدتهم على الإسلام وأهله، وقد أخبرنا الله I عن ذلك فيما أنزله الله على رسوله r قال تعالى {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120] الأية.
وقال تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة: 109] الأية.
وأقول ثانيا: نحن مع هذه الدولة دولة التوحيد والسنة نؤيدها فيما تحكم به وما تحكِّمه فينا من شرع محمد r، مستنكرين هذا الهجوم الذي ترده العقول المنصفة حتى من اليهود والنصارى فضلا عن أهل الإسلام، غير مبالين بحقد حاقد وحسد حاسد واغراض من مغرض وسواء كان من اليهود والنصارى وغيرهما من الكفار، أو كان من المسلمين من بني جلدتنا ويتكلمون بألستنا؛ لأنهم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فعداوتهم لنا ولحكامنا وولاة الأمر فينا أشد من عداوة الكفار.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إمضاء
عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري
وحرر بعد عشاء الأربعاء
السابع والعشرين من جمادى الأولى عام ستة وثلاثين وأربعمئة وألف.
الموافق الثامن عشر من مارس عام خمسة عشر وألفين.